للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٨٦٦٨ - أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد الحفيد، حدثنا جدِّي، حدثنا أبو كُريب، أخبرنا أبو معاوية، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي، عن حُذيفة قال: قال رسول الله : "يَدرُسُ الإسلامُ كما يَدرُسُ وَشْيُ الثوب، حتى لا يُدرَى ما صيامٌ ولا صدقةٌ ولا نُسُك، ويُسرَى على كتاب الله في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منه آيةٌ، ويبقى طوائفُ من الناس؛ الشيخُ الكبير والعجوزُ الكبيرة يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة، فنحن نقولها".

قال صِلَةُ بن زُفَر لحذيفة: فما تُغني عنهم لا إلهَ إِلَّا الله وهم لا يدرون ما صيامٌ ولا صدقةٌ ولا نُسُك؟ فأعرضَ عنه حذيفةُ، فردَّدها عليه ثلاثًا، كلَّ ذلك يُعرِضُ عنه


= سفيان وغيره بأحاديث لا يُتابع عليها.
ويشهد لهذا الشطر بنحوه حديث ابن عباس مرفوعًا عند الطبراني في "الكبير" (١١١٣٨) عن أحمد بن النضر العسكري، عن سعيد بن حفص النفيلي، عن موسى بن أعين، عن أبي شهاب، عن فطر بن خليفة، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : "أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملكًا ورحمة، ثم يكون إمارةً ورحمة، ثم يتكادمون عليه تكادمَ الحُمُر، فعليكم بالجهاد، وإن أفضل جهادكم الرِّباط، وإن أفضل رباطكم عَسقلان". وهذا إسناد لا بأس برجاله غير سعيد بن حفص النفيلي، وهذا قد تفرّد به، وهو صدوق في نفسه لكنه كان قد كبر وتغيَّر في آخر عمره كما قال أبو عروبة الحراني في "كتاب أهل الجزيرة" فيما نقله مغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال" ٥/ ٢٧٧، فيخشى منه أن يكون أخطأ في شيء من إسناده. وأبو شهاب: هو الحناط عبد ربه بن نافع، وتحرف في مطبوع الطبراني إلى: ابن شهاب.
تكادُم الحمير: عضَّ بعضها بعضًا.
وفي تفسير الشطر الثاني قال الزمخشري في "الفائق" ١/ ٣٧٨: الخَضِر: الأخضر، والمرادُ الطريّ، والثُّمام: شجر ضعيف، والرُّمَام: الهشيم من النَّبت … وحُطَام كل شيء: كُسَارته. والمعنى: عليكم بالغزو وهو لعَدْل ولاة الأمر في قسمة الفيء، ولما ينزل الله من النصر وييسِّر من الفتح ببركة الصالحين كالثمرة في وقت طراوتها وحلاوتها وخلوّها من الآفات قبل أن يتدرّج في الوهن إلى أن يشبه حطام اليَبيس ودُقاقه، انتهى.
والرِّباط: المرابطة، وهي الإقامة في الثغور في مقابلة الأعداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>