للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.

٨٦٨٠ - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، حدثنا إمامُ المسلمين أبو بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيمة، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدَّورقي، حدثنا ابن عُليّة، حدثنا أيوب، عن حُميد بن هلال، عن أبي قَتَادة، عن أُسَير بن جابر قال: هاجت ريحٌ حمراءُ بالكوفة، فجاء رجلٌ إلى عبد الله بن مسعود وليس له هِجِّيرٌ إِلَّا: يا عبد الله بن مسعود، جاءت الساعةُ، قال: وكان عبد الله متَّكئًا فقعد، فقال: إنَّ الساعة لا تقومُ حتى لا يُقسَمَ ميراثٌ، ولا يُفرَحَ بغَنيمة، عدوٌّ يَجمعون لأهل الإسلام ويَجْمَعُ لهم أهلُ الإسلام؛ ونَحَا بيده نحو الشام، قلت: الرُّومَ تعني؟ قال: نعم، قال: ويكون عند ذاكمُ القتالِ رَدَّةٌ شديدةٌ، فيشترط المسلمون شُرْطةً للموت لا ترجع إلَّا غالبةً، فيقاتلون حتى يحجُزَ بينهم الليلُ، فيفيءُ هؤلاء وهؤلاء، كلٌّ غيرُ غالبٍ، وتَفْنى الشُّرطةُ، ثم يَشترِطُ المسلمون شُرطةً للموت لا ترجِعُ إلَّا غالبةً، فيقاتلون حتى يُمْسُوا، فيفيءُ هؤلاء وهؤلاء، كلّ غيرُ غالبٍ، وتَفْنى الشرطةُ.

فإذا كان الرابعُ نَهَدَ إليهم بقيَّةُ [أهل] (١) الإسلام، فجعل الله الدائرة عليهم فيُقتلون مَقتَلةً؛ إما قال: لم يُرَ مثلُها، وإما قال: لن يُرى مثلُها، حتى إِنَّ الطائر ليَمرُّ بِجَنَباتِهم فلا يُخلِّفُهم حتى يَخِرَّ ميتًا، فيتعادُّ (٢) بنو الآبِ وكانوا مئةً، فلا يجدون بقي منهم إلَّا الرجل الواحد، فبأيِّ غَنيمةٍ يُفرَحُ أو ميراثٍ يُقسم؟ قال: فبينما هم كذلك إذ سمعوا بناس هم أكثرُ (٣) من ذاك، جاءهم الصَّرِيخُ أنَّ الدَّجّال قد خَلَفَ فِي ذَرَارِيِّهم، فيَرفُضُون


(١) ليس في النسخ الخطية، وأثبتناها من المطبوع موافقة لمصادر التخريج.
(٢) في النسخ الخطية: فيتعادوا، والمثبت من المطبوع، وهو الجادّة، وهو موافق لما في مصادر التخريج. والمعنى: يعدُّ بعضهم بعضًا.
(٣) كذا في النسخ الخطية، وهو كذلك في بعض روايات "صحيح مسلم"، بالنون والثاء، وفي أخرى: ببأس هو أكبر، بالباء فيهما، وصوَّبه القاضي عياض في "مشارق الأنوار" ١/ ٧٦ ووهَّم الأول، قال: بدليل قوله: فيأتيهم الصريخ أن الدجال قد خرج، فهو تفسير البأس الأكبر المذكور.

<<  <  ج: ص:  >  >>