للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولم يَقرَأْ ﴿بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم﴾ للسورة التي بعدها، حتى قَضَى تلك القراءة، فلما سلَّم ناداه مَن سَمِعَ ذلك من المهاجرين والأنصار من كلِّ مكان: يا معاويةُ، أسَرَقتَ الصلاةَ أم نسيتَ؟ فلما صلَّى بعد ذلك قرأَ ﴿بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم﴾ للسورة التي بعد أمِّ القرآن، وكبَّر حين يَهوِي ساجدًا (١).

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتَجَّ بعبد المجيد بن عبد العزيز، وسائرُ الرواة متفَقٌ على عدالتهم، وهو عِلَّة لحديث شعبة وغيره عن قتادة عن أنس قال: صلَّيتُ خلفَ النبي وأبي بكر وعمر وعثمان فلم يَجهَروا ببِسْم الله الرحمن الرَّحيم، فإنَّ قتادةً على علوِّ قَدْره يدلِّس ويأخذ عن كل أحدٍ، وإن كان قد أُدخِلَ في الصحيح حديثُ قتادة، فإنَّ في ضدِّه شواهدَ: أحدها ما ذكرناه.

ومنها:

٧٧٠ - ما حدَّثَناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الحافظ، حدثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى، حدثنا عمرو بن عاصم الكِلَابي، حدثنا همَّام، وجَرير قالا: حدثنا قَتَادة قال: سُئِلَ أنس بن مالك: كيف كانت قراءةُ رسول الله ؟ قال: كانت مدًّا، ثم قرأ "بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم" يمدُّ الرَّحمن، ويمدُّ الرَّحيم (٢).


(١) ضعيف لاضطرابه سندًا ومتنًا، فصَّل ذلك وبيَّنه الحافظ الزيلعي في "نصب الراية"١/ ٣٥٣ - ٣٥٤.
وهو في "الأم" للشافعي ٢/ ٢٤٥، ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (١٣٤٩)، والدارقطني (١١٨٧)، والبيهقي في "السنن" ٢/ ٤٩، و"معرفة السنن والآثار" (٣٠٨٦).
وهو عند الدارقطني أيضًا - ومن طريقه البيهقي في "السنن" - من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (٢٦١٨) لكن سقط منه أنس بن مالك فصار من رواية عبد الله بن أبي بكر بن حفص مرسلًا، كذا وقع في "المصنف": عبد الله بن أبي بكر بن حفص، وهذا غلط، والمحفوظ فيه - كما قال قاسم بن قطلوبغا في "ثقاته" (٥٧٤٦) - أنه من رواية بن عبد الله بن حفص وكنيته أبو بكر.
(٢) إسناده صحيح. همام: هو ابن يحيى العَوْذي، وجرير: هو ابن حازم.=

<<  <  ج: ص:  >  >>