للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قد احتَجَّ مسلمٌ بشَريك وعاصم بن كُلَيب.

ولعلَّ متوهِّمًا يتوهَّم أن لا معارضَ لحديثٍ صحيح الإسناد بإسنادٍ آخر صحيح، وهذا المتوهِّم ينبغي أن يتأمَّل كتاب "الصحيح" لمسلم حتى يَرَى من هذا النوع ما يَمَلُّ منه، فأما القلبُ في هذا فإنه إلى حديث ابن عمر أميَلُ، لرواياتٍ في ذلك كثيرةٍ عن الصحابة والتابعين (١).

٩١٩ - أخبرنا محمد بن يزيد العَدْل، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا المؤمَّل بن هشام، حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رَفَعَه قال: "إنَّ


= يعقل صلاة أبيه كما ذكر عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن جحادة عند أبي داود (٧٢٣) في صفة صلاة النبي ، فحدَّثه بها أخوه علقمة بن وائل عن أبيه، وذكر بينهما علقمةَ همامٌ أيضًا عند مسلم (٤٠١) من رواية عفان عنه في صفة جزء من الصلاة، وقصة الوقوع على الركبتين قبل اليدين جزء من حديث الصلاة، فإن ثبت أنَّ علقمة بن وائل بين عبد الجبار وأبيه في هذه القصة - وهو ما يغلب على الظن - فإنَّ حديث وائل هذا صحيح بلا ريب، والله تعالى أعلم.
وبقي في هذا الباب مما لم يذكره المصنف حديث أبي هريرة الذي رواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن محمد بن عبد الله بن حسن عن أبي الزناد عن الأعرج عنه قال: قال رسول الله : "إذا سجد أحدكم فلا يَبرُكْ كما يَبرُك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه" أخرجه أحمد ١٤/ (٨٩٥٥)، وأبو داود (٨٤٠)، والنسائي (٦٨٢). وعبد العزيز الدراوردي ليس بذاك في الحفظ والضبط، وقد خالفه من هو مثله أو فوقه، وهو عبد الله بن نافع الصائغ فرواه عن محمد بن عبد الله بن حسن بهذا الإسناد ولم يذكر فيه قوله: "وليضع يديه قبل ركبتيه"، أخرجه من طريقه أبو داود (٨٤١)، والترمذي (٢٦٩)، والنسائي (٦٨١)، ولما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" ١/ ١٣٩ حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي هذا في ترجمة محمد بن عبد الله بن حسن قال: لا يتابع عليه.
والمسألة في الوقوع على الركبتين قبل اليدين أو العكس، فيها خلاف قديم بين أهل العلم، انظر "زاد المعاد" لابن القيم ١/ ٢٢٩ - ٢٣١.
(١) قد وقع الخلاف في هذه المسألة كما ذكرنا آنفًا، وأما حديث ابن عمر الذي مال إليه المصنف فالراجح ضعفُه كما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>