للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٩٧ - أخبرَناه أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، حدثنا أبو قِلَابة.

وحدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق في آخَرِين، قالوا: حدثنا أبو مُسلِم؛ قالا: حدثنا أبو عاصم، حدثنا أيمن بن نابِلٍ، حدثنا أبو الزُّبير عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله يعلِّمُنا التشهُّدَ كما يعلِّمُنا السورةَ من القرآن: "باسم الله وبالله، التحيَّاتُ لله الصلواتُ الطيِّباتُ لله، السلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبَرَكاتُه، السلام علينا وعلى عِبادِ الله الصالحين، أشهَدُ أن لا إله إلا الله وأشهَدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، نسألُ اللهَ الجنةَ ونعوذُ به من النار" (١).


= وخالفه الليث بن سعد الإمام الثقة الحُجَّة في أبي الزبير، فرواه عنه عن سعيد بن جبير وطاووس عن ابن عباس أنه قال: كان رسول الله يعلّمنا .. فذكره دون الحرفين المذكورين، أخرجه أحمد ٤/ (٢٦٦٥) ومسلم (٤٠٣) (٦٠) وغيرهما.
وتابعه عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي عن أبي الزبير عن طاووس عن ابن عباس، أخرجه مسلم أيضًا (٤٠٣) (٦١) ولم يسق إلّا أوله.
ورواه كذلك عمرو بن الحارث عن أبي الزبير عن عطاء وطاووس وسعيد بن جبير عن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (١٠٩٩٧) و (١١٤٠٦) والدارقطني في "السنن" (١٣٢٦)، لكن إسناده إلى عمرو مسلسل بالضعفاء.
قال الحافظ الدارقطني: حديث ابن عباس أشبه بالصواب من حديث جابر.
وقال الإمام مسلم في كتابه "التمييز" (٥٩): فقد اتفق الليث وعبد الرحمن بن حميد الرؤاسي عن أبي الزبير عن طاووس، وروى الليث فقال: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وكل واحد من هذين عند أهل الحديث أثبت في الرواية من أيمن، ولم يذكر الليث في روايته حين وصف التشهد "باسم الله وبالله"، فلما بان الوهمُ في حفظ أيمن لإسناد الحديث بخلاف الليث وعبد الرحمن إياه، دخل الوهمُ أيضًا في زيادته في المتن، فلا يثبت ما زاد فيه، وقد روي التشهد عن رسول الله من أوجهٍ عدَّة صحاح، فلم يُذكَر في شيء منه ما روى أيمنُ في روايته من قوله: "باسم الله وبالله"، وما زاد في آخره من قوله: "أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار"، والزيادة في الأخبار لا تلزم إلّا عن الحفّاظ الذين لم يُعثَر عليهم الوهمُ في حفظهم.
(١) أبو قلابة: هو عبد الملك بن محمد الرَّقاشي، وأبو مسلم: هو إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكشّي. =

<<  <  ج: ص:  >  >>