(٢) رجاله ثقات ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- وإن لم يصرح بسماعه من عطاء، فروايته عنه محمولة على الاتصال، والوليد بن مسلم قد صرَّح بالتحديث عنه، أما هشام بن عمار فقد كبر فصار يتلقن. ثم إنَّ هذا الحديث قد اختُلف في وصله وإرساله، قال أبو داود: هذا يعرف مرسلًا، وقال الدارقطني: والمرسل أشبه. قلنا: رواه ابن جريج، واختُلف عنه فيه: فقد رواه الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، فجعله من مسند ابن عباس، كما عند الحاكم هنا، وعنه أخرجه البيهقي ٣/ ٢٠٥، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (١٧٨٠) عن محمد بن يحيي، عن هشام بن عمار، به. وقال: إن كان الوليد ابن مسلم ومن دونه حفظ ابن عباس في هذا الإسناد، فإنَّ أصحاب ابن جريج أرسلوا هذا الخبر عن عطاء عن النبي ﷺ. ورواه مخلد بن يزيد ومعاذ بن معاذ وأبو زيد النحوي عن ابن جريج عن عطاء عن جابر بن عبد الله، فجعلوه من مسند جابر. أما رواية مخلد بن يزيد فستأتي عند الحاكم (١٠٦٨)، وعنه البيهقي ٣/ ٢٠٦ عن يحيى بن محمد العنبري، عن محمد بن إبراهيم العبدي، عن يعقوب بن كعب الحلبي، عنه، به. وعن يعقوب بن كعب هذا أخرجه أبو داود (١٠٩١)، ومن طريقه البيهقي ٣/ ٢٠٦، وابن الجوزي في "التحقيق" (٨٠٦). قال أبو داود: هذا يعرف مرسلًا، إنما رواه الناس عن عطاء عن النبي ﷺ، ومخلد هو شيخ. وأخرجه أبو طاهر المخلِّص في "المخلصيات" (٦٨٠) و (٣١٤١) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٣٣/ ١٢٨ - من طريق إسحاق بن زريق، عنه، به. =