للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب السادس

في ذكر التقدير الخامس اليومي

قال الله تعالى: {(٢٨) يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي} [الرحمن: ٢٩]، ذكر الحاكم في "صحيحه" (١) من حديث أبي حمزة الثُّمَالي، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس: "إن مما خلق الله لوحًا محفوظًا من درة بيضاء، دَفّتاه من ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة أو مَرَّة، ففي كل نظرة منها يخلق، ويرزق، ويحيي، ويميت، ويعزُّ، ويذلّ، ويفعل ما يشاء، فذلك قوله: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي} ".

وقال مجاهد والكلبي وعبيد بن عمير وأبو ميسرة وعطاء ومقاتل: "من شأنه أنه يحيي ويميت، ويرزق ويمنع، وينصر، ويعزّ ويذلّ، ويفك عانيًا، ويشفي مريضًا، ويجيب داعيًا، ويعطي سائلًا، ويتوب على قوم، ويكشف كربًا، ويغفر ذنبًا، ويضع أقوامًا، ويرفع آخرين"، دخل كلام بعضهم في بعض (٢).

وقد ذكر الطبراني في "المعجم" و"السُّنَّة"، وعثمان بن سعيد الدارمي في كتابه "الرد على المَرِيسي" (٣)، عن عبد الله بن مسعود قال: "إن ربكم عز


(١) برقم (٣٩١٧)، وأخرجه عبد الرزاق في "التفسير" (٢/ ٢٦٣)، والطبري (٢٢/ ٢١٥).
(٢) انظر: "البسيط" (٢١/ ١٦١).
(٣) "المعجم الكبير" (٨٨٨٦) واللفظ له، "الرد على المريسي" (١/ ٤٧٥)، وأخرجه أبو داود في "الزهد" (١٦٨)، وفي إسناده مجهولان، وبذلك أعله البيهقي في "الأسماء والصفات" (٦٧٤).