للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يمتنع إطلاقه على فعل الخير مع التقييد، كما قال بعض السلف: "إذا أَحْدَثَ الله لك نعمة فأحْدِثْ لها شكرًا، وإذا أَحْدَثْتَ ذنبًا فأحْدِثْ له توبة" (١).

ومنه قوله: هل أَحْدَثْتَ توبة؟ وأحْدِثْ للذنب استغفارًا.

ولا يلزم من ذلك إطلاق اسم المُحدِث عليه، والإحداث على فعله.

قال الأشعري: "وبلغني أن بعضهم أطلق في الإنسان أنه مُحدِث على الحقيقة بمعنى: مُكْتَسِب" (٢).

قلت: ههنا ألفاظ وهي: فاعل، وعامل، ومُكْتَسِب، وكاسب، وصانع، ومُحْدِث، وجاعل، ومؤثِّر، ومنشئ، وموجِد، وخالق، وبارئ، ومصوِّر، وقادر، ومريد.

وهذه الألفاظ ثلاثة أقسام:

قسم لم يُطلق إلا على الربّ سبحانه، كالبارئ والبديع والمبدِع.

وقسم لا يُطلق إلا على العبد، كالكاسب والمُكْتَسِب.

وقسم وقع إطلاقه على الرب والعبد، كاسم: صانع، وفاعل، وعامل، ومنشئ، ومريد، وقادر.

وأما الخالق والمصوِّر فإنِ استُعْمِلا مطلقيَن غير مقيدَين لم يُطلقا إلا على الربّ سبحانه، كقوله: {الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر: ٢٤]، وإن


(١) لم أقف عليه.
(٢) "مقالات الإسلاميين" (٥٤٠).