للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب السادس والعشرون

فيما دلّ عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك» ... (١) من تحقيق القدر وإثباته، وما تضمّنه الحديث من الأسرار العظيمة

قد دلّ هذا الحديث الشريف العظيم القدر على أمور:

منها: أنه يُستعاذ بصفات الربّ تعالى كما يُستعاذ بذاته، وكذلك يُستغاث بصفاته كما يُستغاث بذاته، كما في الحديث: «يا حيُّ يا قيوم، يا بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا إلى أحد من خلقك» (٢).

وكذلك قوله في الحديث الآخر: «أعوذ بعزّتك أن تضلني» (٣)، وكذلك استعاذته بكلمات الله التامات (٤)، وبوجهه الكريم وبعظمته (٥).

وفي هذا ما يدل على أن هذه صفات ثابتة وجودية؛ إذ لا يُستعاذ بالعدم،


(١) بياض بنحو ثلاث كلمات في «د» «م»، وأشار ناسخ الأخيرة إلى وجوده في الأصل.
(٢) تقدم تخريجه (١/ ٣٣١).
(٣) تقدم تخريجه (٢/ ٣٥٠).
(٤) أخرجه مسلم (٢٧٠٨) من حديث خولة بنت حكيم.
(٥) أخرج الاستعاذة بوجهه سبحانه البخاري (٤٦٢٨) من حديث جابر.