للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل: ٧٦].

قال أبو إسحاق: «أخبر أنه وإن كانت قدرته تنالهم بما يشاء، فهو لا يشاء إلا العدل» (١).

قال ابن الأنباري: لما قال: {إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} كان في معنى: لا تخرج عن قبضته، فإنه قاهر بعظيم سلطانه كل دابة، فأتبع ذلك قوله: {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} أي: إنه على الحق.

قال: وهذا نحو كلام العرب إذا وصفوا رجلًا بحسن السيرة والعدل والإنصاف قالوا: فلان على طريقة حسنة، وليس ثَمَّ طريق (٢).

وذُكِر في معنى الآية أقوال أُخَر هي من لوازم هذا المعنى وآثاره.

كقول بعضهم: إن ربي يدلّ على صراط مستقيم، فدلالته على الصراط من موجِبات كونه في نفسه على صراط مستقيم، فإن تلك الدلالة والتعريف من تمام رحمته وإحسانه وعدله وحكمته.

وقال بعضهم: معناه لا يخفى عليه مشتبه (٣)، ولا يعدل عنه هارب.

وقال بعضهم: المعنى لا مسلك لأحد ولا طريق له إلا عليه، كقوله: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: ١٤] (٤).


(١) «معاني القرآن وإعرابه» (٣/ ٥٨).
(٢) أورده في «البسيط» (١١/ ٤٤٩).
(٣) في «البسيط» (١١/ ٤٤٩): «عليه مستتر».
(٤) انظر: «البسيط» (١١/ ٤٤٩ - ٤٥٠).