للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أيضًا: «الذي تكبر عن السيئات» (١).

وقال مقاتل: «المتعظم عن كل سوء» (٢).

وقال أبو إسحاق: «الذي تكبر عن ظلم عباده» (٣).

وكذلك اسمه «العزيز» الذي له العزة التامة، ومن تمام عزته براءته عن كل سوء وشر وعيب، فإن ذلك ينافي العزة التامة.

وكذلك اسمه «العلي» الذي علا عن كل عيب وسوء ونقص، ومن كمال علوه أن لا يكون فوقه شيء، بل يكون فوق كل شيء.

وكذلك اسمه «الحميد» وهو الذي له الحمد كله، فكمال حمده يوجب أن لا يُنسب إليه شر ولا سوء ولا نقص، لا في أسمائه، ولا في أفعاله، ولا في صفاته.

فأسماؤه الحسنى تمنع نسبة الشر والسوء والظلم إليه، مع أنه سبحانه الخالق لكل شيء، فهو الخالق للعباد وأفعالهم وحركاتهم وأقوالهم.

والعبد إذا فعل القبيح المنهي عنه كان قد فعل الشر والسوء، والربُّ تعالى هو الذي جعله فاعلًا لذلك، وهذا الجعْل منه عدل وحكمة وصواب، فجعْله فاعلًا خير، والمفعول شر وقبيح.

فهو سبحانه بهذا الجعْل قد وضع الشيء موضعه، لما له في ذلك من


(١) نسبه إليه الماوردي في «النكت والعيون» (٥/ ٥١٤).
(٢) انظر: «تفسير مقاتل» (٤/ ٢٨٦)، «البسيط» (٢١/ ٣٩٩).
(٣) «معاني القرآن» (٥/ ١٥١).