للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر ابن مردويه في "تفسيره" (١) من طرق إلى بقية، عن أرطاة بن المنذر، عن مجاهد، عن ابن عمر يرفعه: "إن أول ما خلق الله القلم، فأخذه بيمينه ـ وكلتا يديه يمين ـ، فكتب الدنيا وما يكون فيها من عمل معمول، من برٍّ أو فجور، رطب أو يابس، فأحصاه عند الذِّكر (٢)، وقال: اقرؤوا إن شئتم: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: ٢٩]، فهل تكون النسخة إلا من شيء قد فُرِغ منه".

وقال آدم: حدثنا ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن مِقْسَم، عن ابن عباس: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: ٢٩] قال: "تستنسخ الحفظة من أم الكتاب ما يعمل بنو آدم، فإنما يعمل الإنسان على ما استنسخ الملك من أم الكتاب" (٣).

وفي "تفسير الأشجعي": عن سفيان، عن منصور، عن مِقْسَم، عن ابن عباس قال: "كَتَب في الذكر عنده كل شيء هو كائن، ثم بَعَث الحفظة على


(١) عزاه إليه في "الدر المنثور" (١٣/ ٣٠٥)، وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (١٠٦)، والطبراني في "مسند الشاميين" (٦٧٣)، والآجري في "الشريعة" (٣٣٩) من طرق عن بقية به، وإسناده جيد، بقية صرح بالتحديث عند ابن أبي عاصم وغيره، وقد تابعه غير واحد.
(٢) كذا في "د" "م": "فأحصاه عند الذكر"، والصواب: "فأحصاه عنده في الذكر" كما في مصدر الرواية ومصادر التخريج الأخرى، وبه يستقيم المعنى.
(٣) هو في التفسير المنسوب إلى مجاهد (٦٠٠) من طريق آدم به، ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في "القضاء والقدر" (٤٠)، وعزاه في "الدر المنثور" (١٣/ ٣٠٦) إلى ابن مردويه.