للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

لِتَلْفِتَنا لتصرفنا عنه الْكِبْرِياءُ الرياسة الدينية والملك الدنيوي هذه هي قصة موسى وهارون مع فرعون وأشراف قومه، وهذه الآيات الأربع في تكذيب فرعون وملئه لموسى ووصف آياتهم بالسحر وبيان السبب في التكذيب.

[المعنى:]

ثم بعثنا من بعد الأنبياء الذين أرسلت إلى أقوامهم وكان منهم ما كان، بعثنا موسى وأخاه هارون إلى فرعون ملك مصر وأشراف قومه، أما العامة فتابعون لهم في الإيمان والكفر ولذا لم يذكروا، بعثناهما مؤيدين بالآيات التسع التي ذكرت في سورة الأعراف وغيرها.

فاستكبروا، وأعرضوا عن الإيمان بموسى وهارون كبرا وعلوا في الأرض وفسادا وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ [سورة الأنعام آية ١٢٣] وكان فرعون وملؤه قوما مجرمين، تلك خلاصة مجملة لقصتهم، وأما التفصيل.

فلما جاءهم الحق، وهو الآيات الدالة على الألوهية، وصدق رسله جاءتهم من عندنا على لسان موسى وهارون وعلى يديهما. قالوا: إن هذا لسحر مبين ظاهر، قالوا مقسمين على قولهم مؤكدين له بأن، واسم الإشارة، واللام، واسمية الجملة.

فماذا قال لهم موسى؟ قال: أتقولون هذا؟!! للحق الظاهر والآيات البعيدة عن السحر وكيده عجبا لكم أتقولون: أسحر هذا؟! أى: هذا الذي ترونه من آيات الله البيّنات لا يمكن أن يكون سحرا، وكيف يكون ذلك؟ والحال المعروف أنه لا يفلح الساحر في الأمور الجدية المهمة وإنما السحر خيال ووهم في الأمور الشكلية البحتة فكيف بعظائم الأمور من دين أو قانون.

قالوا: أجئتنا يا موسى لتصرفنا عن دين ورثناه عن قومنا، ووجدنا عليه آباءنا ولتكون لكما الرياسة الدينية، وما يتبعها من كبرياء الملك والعظمة الدنيوية، وما نحن لك

<<  <  ج: ص:  >  >>