للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

سَواءٍ السواء: العدل والوسط. أَرْباباً: جمع رب، وهو السيد المربى المطاع فيما يأمر. تُحَاجُّونَ: تخاصمون وتجادلون. حَنِيفاً: مائلا عن الباطل. مُسْلِماً منقادا لله وحده.

[المعنى:]

بين الله القصص الحق والخبر الصدق في عيسى وأن أهل الكتاب قد أفرط البعض فجعله إلها وفرط البعض الآخر فنعته بما لا يصح، وانتهى أمرهم إلى المباهلة فغلبهم الرسول فيها بالعاطفة بعد الحجة والبرهان.

ثم أراد القرآن أن يسلك بهم سبيلا آخر حيث دعاهم إلى شيء لا يمكن أن يفلتوا منه ويتملصوا وهو: تعالوا إلى العدل والوسط والكلمة السواء: ألا نعبد إلا الله وألا نشرك وشيئا وألا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من غير الله فكل دين لا يختلف عن الآخر في إثبات الوحدانية والربوبية لله تعالى.

وإذا كان الأمر كذلك فهيا بنا جميعا إلى الأمر الوسط المسلّم من الجميع.

وإن اعترضنا شيء وجب أن نرده إلى أصل التوحيد وكلمته فلا نقول إذن: عزير ابن الله، والمسيح ابن الله فإن تولى اليهود والنصارى بعد هذا وأعرضوا فقولوا لهم:

اشهدوا بأنا مسلمون حقا منقادون لله نعبده وحده مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، أما أنتم فلا!!!

[المحاجة في إبراهيم:]

روى أن اليهود قالوا: إن إبراهيم كان يهوديا، وقال النصارى: إنه كان نصرانيا وتحاكموا إلى رسول الله فنزلت الآية

: يا أهل الكتاب لم تتخاصمون في شأن إبراهيم وشريعته وقد أنزلت التوراة والإنجيل من بعده فكيف تدعون أنه كان يهوديا أو نصرانيا أعميتم عن إدراك أبسط الأشياء فلا تعقلون.

<<  <  ج: ص:  >  >>