للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البشرى بالعودة إلى مكة [سورة القصص (٢٨) : الآيات ٨٥ الى ٨٨]

إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٨٥) وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ (٨٦) وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٨٧) وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٨)

[المفردات:]

فَرَضَ أنزله عليك مَعادٍ قيل: هو المقام المحمود الذي وعد أن يبعث فيه وقيل: هو مكة إذ معاد الرجل بلده لأنه ينصرف منها ثم يعود إليها ظَهِيراً معينا وناصرا يقول الفخر الرازي في تفسيره: ثم إنه- سبحانه وتعالى- لما شرح لرسوله أمر يوم القيامة واستقصى في ذلك. شرح له ما يتصل بأحواله فقال: إن الذي فرض عليك القرآن ...

[المعنى:]

يقول الله- سبحانه وتعالى- إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ وأنزله عليك إنزالا له أثره ومغزاه لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ وهو المقام المحمود الذي وعد أن يبعث فيه بعد الموت، وقيل المعنى: إن الذي أنزل عليك القرآن لرادك إلى مكة بلدك الحبيب الذي انصرفت منه وستعود إليه فاتحا منتصرا بعد خروجك منه مهاجرا، وتكون الآية نزلت على النبي وهو بمكة متحملا لأذى قومه صابرا على آلامهم، وعلى هذا فهي

<<  <  ج: ص:  >  >>