للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

بِأَمانِيِّكُمْ الأمانى: مفردها أمنية، وهي تمنى الشيء المحبوب. وَلِيًّا:

يتولى أمره ويدافع عنه. نَقِيراً: هو النقرة في النواة، ويضرب بها المثل في القلة.

حَنِيفاً: مائلا عن الزيغ والضلال. خَلِيلًا الخليل: المحب الذي يدفع الخلة، أى: الحاجة عن صاحبه وقد تخللت محبته قلبه.

[المناسبة:]

مر أن الشيطان يعد أصحابه ويمنيهم الأمانى الكاذبة وقد كان لهذا أثر في نفوس أهل الكتاب وبعض ضعاف الإيمان من المسلمين فناسب بيان حقيقة الأمانى وأثرها والعمل وجزائه.

[المعنى:]

ليس الثواب يوم القيامة يحصل بالأمانى منكم أيها المسلمون أنتم وأهل الكتاب، ولكن الثواب المعد في الآخرة إنما هو منوط بالعمل، فمن يعمل مثقال ذرة من سوء يجز به الجزاء المساوى لعمله حسبما وعد الله، ولا يجد له من غير الله وليا يتولى أمره أو يدافع عنه ولا نصيرا ينصره يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ومن يعمل مثقال ذرة من الصالحات سواء كان ذكرا أو أنثى عربيا أو عجميًّا وقد جمع مع ذلك الإيمان الخالص بالله ورسوله فأولئك يدخلون الجنة التي وصف لهم بعض ما فيها في القرآن وصفا قريبا من المشاهد المحسوسة حتى تتصوره عقول البشر، ولا يظلم أحد نقيرا، والنقير مثل في القلة، والله أرحم الراحمين لا يظلم أحدا من العالمين، ولا يزيد في عقاب المقصرين وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ «١» وبعد أن بيّن- سبحانه- أن الجزاء منوط بالعمل لا بالأمانى ولا الغرور الكاذب أردف ذلك بذكر درجات الكمال فقال:

لا أحد أحسن دينا من دين من أسلم وجهه لله وجعل قلبه خالصا له، وفوض أمره إليه لا يعرف رباّ سواه وبالطبع لا أحد يساويه، وقد عبر عن توجه القلب بإسلام الوجه


(١) سورة الزلزلة آية ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>