يُضِلُّونَكُمْ: يكسبونكم المعصية بالرجوع عن دين الإسلام والمخالفة له، والضلال: نوع من الهلاك. تَلْبِسُونَ: تخلطون. وَجْهَ النَّهارِ: أول النهار.
[المعنى:]
روى أن معاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر دعاهم اليهود إلى دينهم فنزلت هذه الآية
، ودت جماعة من أهل الكتاب لو يصدونكم عن دينكم ويخرجونكم من شرعكم بشتى الأساليب وكل الطرق، أحبوا ذلك حبا عميقا من قلوبهم وبذلوا لردتكم عن دينكم كل مرتخص وغال، وفي الواقع ما يضلون إلا أنفسهم إذ قد شغلوها بما لا يجدي بل بما يضر ويلهى عن النظر فيما ينفع وما يشعرون بذلك لأنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا، وأما جزاؤهم على ذلك فالله أعلم به.
يا أهل الكتاب قد أرسلت لكم رسل ومعهم كتب فيها ما فيها من العقائد والأعمال والبشارة بالنبي المبعوث من ولد إسماعيل وهو عربي أمى، فلم تكفرون بآيات الله التي نزلت في التوراة والإنجيل؟ لأنكم لم تعملوا بمقتضاها، والآيات التي في القرآن لأنكم لم تؤمنوا بها، والعجب العجاب أنكم تقرون وتشهدون بصدق رسالة محمد صلّى الله عليه وسلّم وصدق بشارته التي في كتبكم.
يا أهل الكتاب لم تخلطون الحق بالباطل وتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض وتخلطون كلام الله المنزل بكلامكم المخترع الباطل وتكتمون الحق الصريح الواضح وهو ما يتعلق بالنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم ومن الغريب أنكم تعلمون خطأكم وخطر هذا العمل.