والذي نزل من السماء ماء بتقدير محكم تبعا للمشيئة الإلهية فأنشرنا به بلدة ميتة فأحييناها بالنبات الأخضر والثمر اليانع، وإن هذا لمشاهد وكثير.
مثل ذلك الإخراج- أى: إخراج النبات الأخضر من الأرض الجدبة القاحلة- تبعثون من قبوركم أحياء للحساب.
وهو الذي خلق الأزواج كلها وأصناف المخلوقات جميعا، ما نعلمه ومالا نعلمه، وجعل لكم من الفلك والأنعام- أى: الخيل والبغال والحمير- ما تركبون، ولعل السفن نوع من أنواع ما يركب، ورمز للباقي كالطائرة والسيارة وغيرهما مما اخترعه الإنسان لكي تستووا على ظهور ما تركبون، وتستقروا عليه ثم تذكرون نعمة ربكم الذي أنعم عليكم بهذا تذكرون بلسانكم معترفين مستعظمين بقلوبكم تلك النعم.
وتقولوا: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا لذلك مطيقين، بمعنى أنه ليس لنا من القوة ما نضبط به الدابة والفلك، وإنما الله هو الذي سخر لنا هذا كله، وإنا إلى ربنا راجعون وصائرون.
روى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ما معناه أنه كان إذا وضع رجله في ركاب الدابة قال:«باسم الله- فإذا استوى قال- الحمد لله على كلّ حال سبحان الّذى سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين، وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون. وإذا نزل قال: اللهمّ أنزلنا منزلا مباركا وأنت خير المنزلين» .
ألوان من مفترياتهم وأباطيلهم والرد عليهم [سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ١٥ الى ٢٥]