وأما أنت يا محمد فقد سقت الأدلة، وضربت الأمثلة، وهددت بالوعد والوعيد فلم يزدهم هذا إلا عنادا واستكبارا، وجحدوا وفرارا، فلا تحزن عليهم ولا تيأس فإنك لا تسمع الموتى الذين ألفوا تقليد الأسلاف حتى ماتت قلوبهم، وعميت بصائرهم، ولا تسمع أولئك الصم عن الحق الذين صموا آذانهم، واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا، فهؤلاء الذين يصمون آذانهم عن الدعاء، ويولون الأدبار كيف تسمعهم الحق، وتهديهم إلى النور؟!! وما أنت بهادي العمى عن ضلالتهم بحال من الأحوال.
إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون. فأنت لا تسمع إلا من عنده استعداد للإيمان والإسلام ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [سورة البقرة آية ٢] .