فإن تولوا واعرضوا فلا شيء أبدا، إذ لا تذر وازرة وزر أخرى فإنما على الرسول ما حمل، وعليه تنفيذ ما طلب منه، وعليكم إثم ما طلب منكم، ولم تقوموا بأدائه.
وإن تطيعوا الرسول تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ فقط وما يتصل به: وليس عليه الهداية والحساب فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ [سورة الغاشية ٢١- ٢٦] .
دولة المؤمنين [سورة النور (٢٤) : الآيات ٥٥ الى ٥٧]
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ ليجعلنهم خلفاء فيها وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ليجعلنه ممكنا بتثبيت قواعده وإعزاز جانبه مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ أى: لا تلحقهم قدرة الله.
لما كشف الله سر المنافقين، وفضح حالهم، وعرفهم المؤمنون، وكان في ذلك تقليل لعددهم، وأراد الله أن يطمئن المؤمنين، ويشد أزرهم ببيان مكانة الدولة الإسلامية بين الدول.