للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

تَشَقَّقُ تتفتح السماء عن الغمام: الْحَقُّ الثابت الذي لا يزول عَسِيراً شديدا يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ كناية عن الندم خَلِيلًا صاحبا وصديقا الذِّكْرِ المراد القرآن خَذُولًا الخذل الترك من الإعانة.

[المعنى:]

واذكر يوم تتشقق السماء عن الغمام. وتتفتح عنه، وتنزل عنه، وتنزل الملائكة من السماء ومعها صحائف الأعمال لتحاسب الخلق! وهذه الآية قريبة من قوله تعالى:

هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ [البقرة ٢١٠] .

الملك يوم إذ تنتهي الخلائق إلى يوم الفصل، وتزول الدنيا ومعالمها، الملك الحق يومئذ للرحمن «لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار» وكان هذا اليوم على الكافرين عسيرا وشديدا، إذ هو يوم الفصل والقول الحق فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ [سورة المدثر الآيتان ٩ و ١٠] أما المؤمنون فلا يحزنهم الفزع الأكبر، واذكر يوم يعض الظالم على يديه ندما وأسفا على ما فرط منه، ويقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا نافعا، وطريقا موصلا الى الخير، وتركت طرق الغي والشيطان التي أتبعتها وكانت عاقبة أمرها خسرا.

يا ويلتى احضرى، فهذا أوانك! ليتني لم أتخذ فلانا هذا الذي أضلنى لم أتخذه خليلا وصديقا حميما أتبعه فيما يشير علىّ به.

روى أنها نزلت في عقبة بن أبى معيط، وكان صديقا لأمية بن خلف وأطاعه في إيذاء الرسول صلّى الله عليه وسلم

.

<<  <  ج: ص:  >  >>