للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

سَبَّحَ لِلَّهِ أى: نزهه وقدسه. لِأَوَّلِ الْحَشْرِ: في وقت أوله، أى: عند الحشر الأول، والثاني إخراجهم من خيبر إلى الشام. حُصُونُهُمْ، جمع حصن وهو: ما يمنع صاحبه من العدو. يَحْتَسِبُوا أى: لم يخطر لهم على بال. وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ أى: ألقى فيها الخوف إلقاء كإلقاء الحجارة في البئر.

الْجَلاءَ: الخروج الجماعى. شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ: عادوه حتى كأنهم في شق وهو في شق. لِينَةٍ هي: النخلة مطلقا، وقيل: هي الكريمة فقط، وقد تطلق على أغصان الشجر.

إجلاء بنى النضير يحتاج فهمه إلى مقدمة تاريخية بسيطة، تتلخص في أن النبي صلّى الله عليه وسلّم حينما هاجر إلى المدينة وادع اليهود، وعقد معهم العهود على أن لا يقاتلهم، ولا يقاتلوه. وظل الحال كذلك حتى وقع ما جعل المسلمين يحاصرون بنى قينقاع ويجلونهم عن المدينة، عقب غزوة بدر، ثم كانت غزوة أحد التي هزم فيها جيش المسلمين، وكان لهذا أثر عميق في نفوس المنافقين واليهود، وقبائل العرب مما كان سببا في حوادث تتابعت كيوم الرجيع- وفيه قتلت هذيل ثلاثة من خيار الصحابة وأسرت ثلاثة قتلت منهم واحدا في الطريق، وباعت اثنين لقريش قتلوهما، وهما زيد بن الدثنة وخبيب- ويوم بئر معونة، وفيه قتل من المسلمين أربعون غيلة. ووجد المنافقون واليهود فيما أصاب المسلمين في بئر معونة والرجيع، وغزوة أحد ما شجعهم على الانتقاص من محمد وصحبه، ووجدوا ما أضعف في نفوسهم هيبته، وفكر النبي صلّى الله عليه وسلّم كثيرا في هذا الأمر، وعمل على تقوية الجبهة الداخلية حتى لا يكون هناك خلاف في وجهة النظر في المدينة وما حواليها، ورأى النبي من الحكمة السياسة أن يستطلع نوايا اليهود فذهب يوما إلى بنى النضير يسألهم المعونة في دية قتيلين قتلهما أحد المسلمين خطأ وهما من بنى عامر حلفائهم، ذهب إليهم في عشرة من أصحابه.

فلما ذكر لهم ما جاء من أجله أظهروا الغبطة والسرور، إلا أنهم بدت فيهم حركة مريبة وأنهم يدبرون قتله على يد عمر بن جحش بن كعب اليهودي بواسطة حجر يلقيه على النبي من فوق السطح وهو جالس بجوار الجدار، فلما أطلعه الله على ذلك خرج الرسول وحده وقصد المدينة، وظن من معه من الصحابة أنه قام لبعض شأنه فلما

<<  <  ج: ص:  >  >>