للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

فَبَغى عَلَيْهِمْ تكبر عليهم أو ظلمهم الْكُنُوزِ كنز المال: جمعه وادخره، والكنز: المال المدفون وجمعه كنوز لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ لتثقل يقال ناء به الحمل ثقل عليه، والعصبة الجماعة من الناس وَابْتَغِ اطلب عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أوتيته على معرفة عندي وَيْلَكُمْ الويل: الهلاك أو العذاب، فخسفنا المراد جعلنا عاليها سافلها وَيْكَأَنَّهُ كلمة وى بمعنى أتعجب، وكأن للتشبيه وَيَقْدِرُ أى: يضيق ويقتر عُلُوًّا تكبرا وغلبة.

وهذه هي قصة المال والغرور بالعلم وكيف كان مآلهما بعد قصة الملك والسلطان وكيف كانت نهايتهما.

[المعنى:]

- إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم مع أنه منهم، وعاش معهم ولكنه لم يرع لذلك كله حرمة أو جوارا، وبغى عليهم حتى جمع ذلك المال الوفير، وبغى عليهم بتكبره وطغيانه وظلمه لهم.

وآتاه الله من الأموال المنقولة والثابتة ما إن علمه والإحاطة به والمحافظة عليه لتنوء به العصبة من أولى العلم والقوة وبعضهم يرى أن المعنى. وآتيناه من الكنوز والأموال ما إن مفاتيح خزائنه لتنوء بحملها العصبة من الرجال أولى القوة، ومنشأ هذا الخلاف في الرأى أن المفاتيح قد يراد بها العلوم والمعارف نظرا إلى قوله تعالى: وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ [سورة الأنعام آية ٥٩] وقد يراد بها مفاتيح الخزائن المعروفة.

كان قارون من قوم موسى، وكان ذا مال وفير، والمقصود المهم من القصة هو ما يأتى:

اذكر وقت أن قال له قومه على جهة الوعظ والإرشاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>