للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد التضحية من الرسول وصحبه بالنفس والنفيس، وفداء العقيدة والدعوة بالوطن والنفس والمال والجهاد في سبيل الله.

فهيا بنا نحن أمة الإسلام، وأتباع محمد صلّى الله عليه وسلّم نعاهد الله على الجهاد في سبيله وفي سبيل دعوته، باذلين كل مرتخص وغال في إحقاق الحق وإزهاق الباطل وفي سبيل نشر علم الإسلام على حصون الظلم والطغيان.

هيا بنا نجاهد ونجاهد في سبيل القرآن وإعادة مجد الإسلام حتى يكون الدين كله لله وكفى بالله شهيدا.

وباركنا على إبراهيم وعلى إسحاق فكان منهما الأنبياء والملوك والحكام، وكان من ذريتهما محسن في عمله، وظالم لنفسه ظلما مبينا، ومن هنا كان النسب لا أساس له في الهدى والضلال.

بقيت مسألة: من هو الذبيح أهو إسحاق أم إسماعيل؟ في الواقع الآيات القرآنية بعد ما ساق قصة الذبيح قال: وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين فهذا يدل على أن الذبيح غيره، وهو إسماعيل، وبعض العلماء يرى أنه إسحاق، ويستدل على ذلك بأن إبراهيم دعا ربه أن يهب له غلاما صالحا حين فارق قومه وهاجر إلى الشام مع امرأته سارة وابن أخيه لوط والله يقول: فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ [مريم ٤٩] والفداء كان للغلام الذي بشر به، والذي بشر به هو إسحاق: وبشرناه بإسحاق، ويظهر أن إسحاق كان أكبر من إسماعيل، وأن البشارة كانت قبل إسماعيل، وبعضهم يرى الرأى الأول. والله أعلم بكتابه، والخطب سهل.

طرف من قصة موسى وهارون [سورة الصافات (٣٧) : الآيات ١١٤ الى ١٢٢]

وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ (١١٤) وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (١١٥) وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (١١٦) وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ (١١٧) وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (١١٨)

وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ (١١٩) سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ (١٢٠) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٢١) إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٢٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>