للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من فضل الله على الناس [سورة الأنفال (٨) : الآيات ٣٨ الى ٤٠]

قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (٣٨) وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٤٠)

بعد ما تعرض للكفار وذكر نتيجة أعمالهم في الدنيا والآخرة فتح لهم باب الرحمة الواسعة والفضل الكبير فقال: قل يا محمد للذين كفروا: إن ينتهوا عما هم فيه، يغفر الله لهم ما قد سلف منهم، فالإسلام يجب ما قبله، ويفتح للمسلم صفحة جديدة تسطر فيها أعماله ويجازى عليها، وأما ما عمله قبل الإسلام فدون الكفر، والإسلام يمحو كفره وشركه، وأما إن عادوا إلى حظيرة الكفر فسيلحقون بمن تقدمهم من الأمم السابقة التي كفرت بالله وبرسله ووقفت منهم موقف العناد، وهذه سنة الله في الخلق جميعا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وأما أنتم أيها المسلمون فقاتلوهم قتالا عنيفا مبيدا حتى لا تكون هناك فتنة أبدا لمسلم في الأرض، ويكون الدين كله لله، والأمر له وحده. فإن انتهوا فإن الله بصير بأعمالهم ومجازيهم عليها، وإن تولوا وأعرضوا فلا يهمنكم أمرهم، واعلموا أن الله مولاكم ومن كان الله مولاه فلا يضام أبدا، وهو نعم المولى ونعم النصير- سبحانه وتعالى- والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>