الْمُخَلَّفُونَ: هم المتخلفون الذين خلفهم الله عن السير إلى مكة مع النبي صلّى الله عليه وسلّم. الْأَعْرابِ المشهور: أنهم سكان البوادي من العرب. ضَرًّا: هو الضد للنفع من هزيمة أو هزال أو سوء حال. يَنْقَلِبَ: يرجع. بُوراً أى:
هلكى وفاسدين لا تصلحون لخير. ذَرُونا: اتركونا نسير معكم.
لا يَفْقَهُونَ: لا يفهمون ولا يعلمون من أمر دينهم إلا قليلا. أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ: أصحاب قوة وشدة. حَرَجٌ: إثم وذنب. الْأَعْرَجِ: من في رجله آفة.
[المعنى:]
خرج رسول الله عام الحديبية إلى مكة معتمرا لا يريد حربا ولا اعتداء، واستنفر القبائل العربية الضاربة حول المدينة أن يخرجوا معه إلى مكة، ليشهد أكبر عدد ممكن على أنه لا يريد حربا، فإن اعتدت عليه قريش أو منعته ظهر أمرهم للعرب كافة، وليكون في أكبر عدد ممكن من أنصاره حتى لا تتعرض لهم قريش بسوء.
وكان ممن طلبهم للخروج معه قبائل غفار، ومزينة، وجهينة، وأسلم. وأشجع، والديل، فتخلف من هؤلاء أكثرهم حذرا من قريش مع أن النبي أحرم بالعمرة، وساق الهدى معه ليعلم الناس أنه لا يريد حربا.
ومع هذا تخلفت الأعراب، وتثاقلوا عنه، واعتلوا بالشغل، وقالوا: شغلتنا أموالنا التي جمعناها، وأهلونا، وليس لنا من يقوم بها فاستغفر لنا ربك يا محمد وادعه ليقبل العذر، قالوا هذا بألسنتهم، والله يعلم أنهم كاذبون ففضحهم، وأنزل في شأنهم قرآنا