قيل: إن رافع القرظي من اليهود ورئيس وقد نجران من النصارى قال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم أتريد أن نعبدك ونتخذك ربا؟ فقال- عليه الصلاة والسلام-: معاذ الله أن نعبد غير الله أو أن نأمر بغير عبادة الله فما بذلك بعثني ولا بذلك أمرنى فنزلت هذه الآية
. المعنى:
لا يصح لبشر يمن الله عليه بالكتاب ويهديه إلى الحكمة والصواب في فهم ما أنزل عليه، ويؤتيه النبوة والرسالة ثم بعد هذا يقول للناس: كونوا عبادا لي من دون الله، أى: اعبدوني وحدي أو اعبدوني مع الله، فهذا هو الشرك بعينه، ولكن يقول:
كونوا- أيها الناس- ربانيين متمسكين بالدين مطيعين لله أتم طاعة بسبب كونكم تعلّمون الكتاب لغيركم وبسبب كونكم تدرسونه وتتعلمونه، ولا يعقل أن يأمركم باتخاذ الملائكة والأنبياء آلهة تعبد من دون الله كما فعلت اليهود مع عزير والنصارى مع المسيح، أيأمركم هذا النبي بالكفر والفسوق والعصيان بعد أن أرسل هاديا لكم وكنتم مسلمين منقادين لله بالطبيعة والفطرة التي فطر الناس عليها.
ويؤخذ من هذه الآية أن التعليم الديني والدراسة للإسلام إن لم تكن مصحوبة بالعمل والطاعة كانت وبالا على صاحبها، بل كان السراج يضيء للناس ويحرق نفسه.
الميثاق المأخوذ على أهل الكتاب [سورة آل عمران (٣) : الآيات ٨١ الى ٨٣]