للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المعنى:]

وإن كنتم مسافرين ولم تجدوا كاتبا يكتب، أو لم تجدوا أدوات الكتابة فرهان مقبوضة للدائن يستوثق بها حتى يصل إليه حقه، هذا الرهن يقوم مقام الكتابة وكونهم في السفر لجواز عدم الكتابة، وفي الحضر ثابت بالسنة فقد رهن النبي صلّى الله عليه وسلّم درعه عند يهودي ومات عنها.

فإن اتفق أن أحدكم ائتمن آخر على شيء فعلى المؤتمن أن يؤدى الأمانة كاملة في ميعادها، وليتق الله ربه فلا يخون في الأمانة فالله هو الشاهد الرقيب عليه وكفى به شاهدا.

ولا تكتموا الشهادة فإن كتمان الشهادة وشهادة الزور من الكبائر، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه، وخص القلب بالذكر لأنه أمير الجسد متى صلح صلح الجسد كله.

وكل ما تقدم من أعمال إيجابية كتأدية الأمانة والوفاء بالعهد، أو سلبية ككتم الشهادة، فالله به عليم وبصير يجازى عليه.

[إحاطة علمه وتمام ملكه وقدرته [سورة البقرة (٢) : آية ٢٨٤]]

لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٨٤)

[المناسبة:]

تقدم الكثير من الأحكام خصوصا الأحكام القريبة المتعلقة بالدين والشهادة وختمت الآية السابقة بقوله وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ فناسب أن يذكر شواهد علمه والأدلة عليه إذ مالك الشيء وخالقه لا بد أن يعلمه أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>