ومن هم العلماء؟ قال ابن عباس: الذين علموا أن الله على كل شيء قدير، وفي
الحديث:«أعلمكم بالله أشدكم خشية له»
وقال رجل للشعبى: أفتنى أيها العالم.
فقال: العالم من خشي الله.. ثم ختم الآية بقوله: إن الله عزيز غفور، وهذا مما يدعو إلى الخشية، إذ العزة تقتضي عقوبة العصاة وقهرهم، وإثابة أهل الطاعة والعفو عنهم والمعاقب والمثاب حقه أن يخشى الله.
ولم يتركنا القرآن نبحث عن العلماء فقد قال: هم الذين يتلون كتاب الله، ويقيمون الصلاة، وينفقون مما رزقناهم سرا وعلانية راجين من الله حسن المثوبة وكمال الأجر، وزيادة الفضل.
فالعلماء هم الذين يتلون كتاب الله ويتدارسونه، ويعلمونه، ويعملون بما فيه خاصة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ويقيمون صلاتهم بالخشوع والخضوع ويؤدون زكاتهم وصدقتهم سرا ما استطاعوا وجهرا إذا دعت الظروف إلى ذلك، وهم المخلصون في أعمالهم وأقوالهم لا يرجون من غير الله ثوابا. ولا يفعلون ذلك رياء، وإنما يرجون من الله تجارة لن تضيع، وثوابا لن يذهب، طالبين من الله زيادة الثواب والفضل، وهو الغفور للسيئات الشكور على قليل الأفعال، الذي يثيب على العمل القليل جزيل الثواب.
فكل من توافرت فيهم هذه الأوصاف فهم العلماء العاملون، نسأل الله أن نكون منهم.
القرآن والمؤمنون به والكافرون [سورة فاطر (٣٥) : الآيات ٣١ الى ٣٨]