للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن قتل غيره فهو معتد أثيم، ولا يباح إلا بحق من حقوق ثلاث، فمن قتل مسلما بلا قصاص، ومن زنى وهو محصن، ومن ارتد عن الإسلام، كل أولئك دمهم مهدور، ومن قتل مظلوما أى: لم يكن يستحق القتل، وكانت نفسه محرمة فقد جعلنا لوليه الذي يستحق المطالبة بدمه سلطانا على القاتل في القصاص منه فلا يسرف في القتل، ولا يقتل غير القاتل كعادة الجاهلين الذين كانوا يقتلون الجماعة في الواحد لأنه شرف عظيم في نظرهم، فهذا مهلهل بن أبى ربيعة يقول حين قتل بجير بن الحارث ابن عباد: بؤ بشسع نعل كليب أخى أى: أنت تساوى نعل كليب ولا يكفيني في كليب إلا قتل آل مرة جميعا ... لا تسرف في القتل يا ولى الدم إنك منصور من الله ومن عامة المسلمين حيث أوجب لك القصاص في القتل.

[تحريم أكل مال اليتيم:]

وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ.

يربى الإسلام نفوسنا تربية إسلامية عالية، ويغرس فينا المثل العالية، وها هو ذا يحرم علينا أكل مال اليتيم لأنه ضعيف مسكين لا حول له ولا قوة، نهانا عن أن نقترب من مال اليتيم إلا بالطريقة الحسنى تعود على اليتيم بالفائدة فليس الاعتداء على ماله بأى شكل حتى يبلغ أشده، ويكتمل عقله ورشده فينطبق عليه القانون العام الذي يشمل جميع المسلمين.

[الوفاء بالعهد:]

وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا الوفاء بالعهد فضيلة من الفضائل الإسلامية العليا، وخلف الوعد رذيلة من الرذائل وصفة من صفات المنافقين، وللأسف الشديد نجد الوفاء بالوعد عند الغربيين الذين لم يحثهم دينهم عليها، ونحن فينا خلف الوعد كأنه غريزة من الغرائز، والعهد أمر عام يشمل ما بينك وبين الله والناس ونفسك.

<<  <  ج: ص:  >  >>