وَلا تَهِنُوا: لا تضعفوا. فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ: في طلب القوم ورد عدوانهم.
[المعنى:]
يرشدنا الله إلى أننا لا نضعف ولا نهن في طلب القوم الذين ناصبونا العداء.
وجاهرونا بالبغضاء، إن كنتم تتألمون من الحرب وشدتها فإنهم كذلك يتألمون مثلكم ولكنكم تنتظرون إحدى الحسنيين وترجون من الله نصرة دينه، وفوز حزبه والثواب الجزيل على حرب الأعداء، وكان الله عليما حكيما فيما يأمركم به وينهاكم عنه.
وهذا من باب تقوية الروح المعنوية، وشحذ العزائم بالنسبة لمن يتربص بالإسلام الدوائر، ويناصبونه العداء بل ويعتدى علينا بالفعل.
أما من لم يقاتلنا في الدين ولم يخرجنا من ديارنا فلا جناح علينا أن نبرهم ونقسط إليهم، ونعاملهم معاملة حسنة، وصدق الله: لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (الممتحنة آية ٨)