وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ أى: يزداد في عمره فُراتٌ: شديد العذوبة، يقال: فرت الماء فروتة: عذب أُجاجٌ: شديد الملوحة، يقال: أج الماء أجوجا:
إذا اشتدت ملوحته حِلْيَةً: ما يتحلى به من سوار أو خاتم مَواخِرَ: تمخر الماء، أى: تشقه شقاّ في إقبالها وإدبارها قِطْمِيرٍ: هو لفافة النواة، أى: القشرة الرقيقة التي تكون على النواة.
وهذا دليل آخر على قدرة الله وفضله ونعمه علينا، وهذا مما يجعل البعث أمرا ممكنا من صاحب هذه القدرة.
[المعنى:]
والله خلقكم يا بنى آدم من تراب خلق أباكم منه، ثم خلقكم أنتم من نطفة من ظهور آبائكم، ثم جعلكم أزواجا وأصنافا وأشكالا متباينة لا يكاد يتفق إنسان مع أخيه، أليس في هذا دليل قاطع على إمكان البعث؟ فإنهم كانوا يفهمون إحالته لبعد ما بين الحياة والموت، فبعد أن نكون ترابا كيف تعاد لنا الحياة؟ وبين التراب البارد المتفرق، والحياة وما فيها من حرارة وتجمع بون شاسع، ولذا يرد الله عليهم بأنه لا غرابة في ذلك، فقد خلق آدم- وهو إنسان حي- من تراب وبينهما بون شاسع: وخلقناه من نطفة، وهل بين الذرة من منى الرجل والمرأة، وبين الإنسان منا الذي يعقل ويسمع ويتحرك ويمشى بون شاسع أم لا؟! وإذا كان الأصل واحدا فما هذا الاختلاف في الشكل واللون والخلقة والطبيعة والعادة في كل شيء؟ أليس هذا دليلا على القدرة، وعلى إمكان إعادة الخلق يوم القيامة للحساب؟
ولا يدورن بخلدك أن جمع الأجزاء المتفرقة غير ممكن لاستحالة الإحاطة بالجزئيات التي تفرقت في التراب أو في جوف المياه أو بطون السمك والسباع، لا تظن هذا..
فالذي يجمعها هو الذي يعلم الغيب والشهادة، وهو الله الذي يعلم ما تحمل كل أنثى، وما تغيض الأرحام وما تزداد، وكل شيء عنده بمقدار، وما تحمل كل أنثى، ولا تضع