والتصديق بكتب الله ورسله، وجئت لأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه من أحكام التوراة التي نزلت على موسى فيحل حلالها، ويحرم حرامها، ويقضى بالعدل بين بنى إسرائيل، فاتقوا الله وأطيعونى ولا تخالفوني، إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه وحده ولا تشركوا به شيئا، هذا هو الصراط المستقيم الذي نزل به عيسى فكيف يكون إلها فكيف يكون حالكم يا كفار مكة وهذا عيسى ابن مريم دعا إلى عبادة الله وحده وعدم الإشراك به، وهذا موجود في الإنجيل على تحريفه وتبديله، انظر إليه في إنجيل يوحنا «وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته» فاختلف الأحزاب والجماعات من بعد موت عيسى وانقضاء أجله في الدنيا اختلفوا في أمره اختلافا بينا كله خطر وكفر صريح فقال البعض: إنه إله، وقال آخرون: إنه ابن الإله، وقد عرفتم الحق في عيسى: يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ [سورة النساء آية ١٧١] .
فويل للذين كفروا منهم، وظلموا أنفسهم وغيرهم، من عذاب يوم القيامة! هل ينظر كفار مكة وينظرون إلى الساعة أن تأتيهم فجأة، وتبغتهم بغتة، وهم في الدنيا ونعيمها الزائل ساهون ولا هون فلا يشعرون: ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ. فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ [يس ٤٩، ٥٠] .
بعض أحوال يوم القيامة [سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٦٧ الى ٨٠]