للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أيها الذين آمنوا: إن مقتضى هذا الإيمان أن تمتثلوا أمر الله، وتبتعدوا عن كل ما يتنافى مع الإيمان الصحيح وخاصة التناجي بالإثم والعدوان، فلا تتناجوا كما يتناجى المنافقون واليهود، ولكن تناجيكم المشروع بالبر والتقوى، وبالخير الصالح، واتقوا الله في السر والعلن فإنه مطلع عليكم، ثم إليه تحشرون.

روى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتّى تختلطوا بالنّاس من أجل أن يحزنه»

أى: من أجل أن يقع في نفسه ما يحزن لأجله إذ كثيرا ما يفهم أن الحديث عنه بما يكره.

إنما التناجي سرّا أى: مع وجود من يظن شرّا من تزيين الشيطان ليحزن الذين آمنوا إذ قد فهموا من تناجى اليهود والمنافقين أن إخوانهم أصيبوا بشر، وليس التناجي بضارهم في شيء إلا بإذن الله، وعلى الله وحده فليتوكل المؤمنون، انظر إلى أدب القرآن في المناجاة، وكيف يوجهها إلى البر والتقوى، ويمنعها عن الإثم والعدوان؟!

[من أدب الإسلام في المجالسة [سورة المجادلة (٥٨) : آية ١١]]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١١)

[المفردات:]

تَفَسَّحُوا: توسعوا، يقال: فسح فلان لأخيه في مجلسه يفسح فسحا، أى:

وسع له. انْشُزُوا يقال: نشز ينشز: إذا انتحى من موضعه، أى: ارتفع منه، وامرأة ناشز، أى: منتحية عن زوجها، وأصل النشز: ما ارتفع من الأرض وتنحى.

<<  <  ج: ص:  >  >>