للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

ضُرٌّ المراد: شدة وبلاء سُلْطاناً: حجة قوية تتسلط عليهم يَقْنَطُونَ القنوط: اليأس من رحمة الله يَبْسُطُ: يوسع يَقْدِرُ: يضيق وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً المراد: ما فعلتم من ربا وجئتم به الْمُضْعِفُونَ مأخوذ من أضعف: إذا صار ذا قوة ويسار.

[المعنى:]

لما بين الله- سبحانه وتعالى- التوحيد بالآيات والأدلة وضرب الأمثال، وأبان أن الإسلام والتوحيد دين الفطرة السليمة والطبيعة الكريمة بين هنا أن حالة الناس مع هذا عجب فهم في الشدة والضيق يلجئون للواحد القهار، وفي الغنى والرخاء يتجهون لآلهتهم من أنصاب وأوثان.

إذا مس الناس- وبخاصة المشركين- ضر أو شدة من مرض أو قحط أو أزمة من الأزمات دعوا ربهم مقبلين عليه، وضل عنهم ما كانوا يعبدون، ثم إذا أذاقهم- ولو قليلا- بدل العذاب والضر رحمة، إذا فريق منهم بربهم يشركون، يا عجبا لكم أفي الشدة والضراء لا تتجهون إلا إلى الله، وفي السراء والرخاء تنسون أنفسكم، وتشركون بربكم؟! والله إن أمركم لعجب!! يشركون ليكون إشراكهم كفرا بنعمة الإنقاذ من الضر والشدة، وإذا كان الأمر كذلك فتمتعوا أيها المشركون فسوف تعلمون عاقبة ذلك، وهذا الأمر في قوله: فَتَمَتَّعُوا للتهديد، نظير قوله: اعملوا ما شئتم! بل أنزلنا عليهم سلطانا وحجة قوية على ما يفعلون؟! فهو يتكلم بما كانوا يشركون، وإسناد الكلام إلى السلطان كقولك: إن كتابك ينطق بكذا، وهذه الآية تفيد تأكيد

<<  <  ج: ص:  >  >>