للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

بُوراً هلكى مأخوذ من البوار أى: الهلاك.

[المعنى:]

هذا مشهد من مشاهد يوم القيامة، مشهد يتبرأ فيه المتبوعون من التابعين ويتخلص المعبودون من العابدين بل يكذبونهم فيما يقولونه عنهم وفي هذا تأييد لأهل الحق والإيمان، وكشف لستر المخدوعين المغرورين بالأصنام والأوثان ومن عبدوهم من دون الرحمن.

ويوم يحشرهم ربك وما يعبدون من دون الله، فيقول لهم على سبيل التقرير والتثبيت ليقروا بما يعلمون عن هذا السؤال فيظهر الحق وينكشف الصبح: أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء الذين عبدوكم أم هم ضلوا السبيل؟ وهذا السؤال كما يقول علماء البلاغة للتقرير أى: حمل المخاطب على الإقرار بما يعرفه هو، ونظيره قول الله لعيسى ابن مريم:

أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ؟ [سورة المائدة آية ١١٦] .

وكان جواب المعبودين من الملائكة والجن والإنس كعيسى والعزير وغيرهم وكذا الأصنام- وجوابهم بلسان الحال أو المقال- سبحانك ربنا وتنزيها لك!! ما كان ينبغي لنا نحن العبيد الفقراء إليك، المستعينين بك العابدين لك وحدك. ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء وآلهة فما بال هؤلاء؟!!، وقيل المعنى: ما كان يصح لنا ولا يستقيم منا أن نتخذ أولياء من دون الله، فكيف يصح لنا أن نحمل غيرنا على أن يتولانا دونك، سبحانك هذا بهتان منهم عظيم!.

<<  <  ج: ص:  >  >>