لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ لا تطمع ببصرك إلى ما عند غيرك من حطام الدنيا أَزْواجاً مِنْهُمْ أصنافا منهم وَاخْفِضْ جَناحَكَ المراد ألن جانبك وتواضع لهم، مأخوذ من خفض الطائر جناحه على فرخه إذا غطاه به وضمه إليه الْمُقْتَسِمِينَ جماعة من قريش اقتسموا الطريق ليصدوا عن سبيل الله، وقيل: اقتسموا للقرآن فقال بعضهم هو سحر، وبعضهم. هو شعر، وبعضهم هو كهانة، وقيل هم أهل الكتاب عِضِينَ جمع عضة والمراد فرقوه، وآمنوا ببعض وكفروا ببعض، وقيل فرقوا أقوالهم فيه فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ المراد بلغ الرسالة للجميع، وأظهر دينك ولا تخش أحدا، وأصل الصدع الشق ومنه تصدع البناء وتصدع القوم تفرقوا يَضِيقُ صَدْرُكَ المراد تتألم وتتحرج الْيَقِينُ الموت لأنه متيقن الوقوع.
هكذا السور المكية المبدوءة بأحرف هجائية تبدأ غالبا بالكلام على القرآن الكريم والنبي صلّى الله عليه وسلم، وتختتم بالحديث عنهما ألا ترى إلى سورة هود ويوسف وإبراهيم وها هي ذي سورة الحجر.
[المعنى:]
وتالله لقد آتيناك يا أيها الرسول سبع آيات هي المثاني، والقرآن العظيم، ولقد اختلف العلماء في
المراد بالسبع المثاني فقال البعض: هي الفاتحة وقد روى الشيخان ذلك التفسير عن النبي صلّى الله عليه وسلم.
والفاتحة تثنى في كل صلاة بقراءتها في كل ركعة، وقيل سميت بذلك لأن فيها الثناء على الله- سبحانه وتعالى-، وقال البعض السبع المثاني هي السبع الطوال: البقرة. وآل عمران. والنساء. والمائدة. والأنعام. والأعراف. والأنفال.
والتوبة: بناء على أنهما سورة واحدة، وسميت مثاني لأن القصص والأحكام والحدود ثنيت فيها وكررت، وقيل المراد بالسبع المثاني جميع القرآن. ويكون عطف والقرآن العظيم من باب الترادف أو عطف الصفات والموصوف واحد اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ [الزمر ٢٣] .