للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

لا تَذَرْنِي لا تتركني وَالَّتِي أَحْصَنَتْ والمراد: حفظت نفسها والإحصان العفة فإنها تحصن النفس من الذم والعقاب.

[المعنى:]

واذكر زكريا وقت ان نادى ربه نداء خفيّا، وقال إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا، وقد عودتني الجميل وإجابة الدعاء، يا رب: لا تذرني وحيدا لا ولد لي وأنت الباقي بعد فناء خلقك، فأنت حسبي ونعم الوكيل، فإن لم ترزقني ولدا يحمل عبء الرسالة من بعدي فإنى أعلم أنك لا تضيع دينك، وأنه سيقوم بذلك من عبادك من تختاره وترتضيه.

فاستجاب الله دعاءه، ووهب له يحيى ولم يجعل له من قبل شبيها ولا نظيرا وأصلح الله له زوجه خلقا حتى صارت تحمل ولدا بعد أن كانت عقيما، وخلقا حتى صارت مثله في الخلق الطيب.

ولا عجب في هذا فإن زكريا ويحيى وزوجه كانوا دائما يسارعون في الخيرات، ويتسابقون في عمل الصالحات.

وقيل: إن الأنبياء جميعا كانوا دائما يتسابقون مسرعين في عمل الخيرات، وهذا تعليل لإكرام الله لهم، وإجابته طلبهم، فاعتبروا أيها الناس.. وكانوا يدعوننا رغبا ورهبا، وفي الرخاء والشدة، وفي المنشط والمكره، وكانوا لنا خاشعين متواضعين متضرعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>