للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

تَحْوِيلًا المراد: تحويله من حال إلى حال، أو من مكان إلى مكان الْوَسِيلَةَ القربى بالطاعة والعبادة مَحْذُوراً مخوفا أَحاطَ المراد أنهم في قبضته وتحت قدرته.

وهذا رد على من عبد غير الله- سبحانه وتعالى- من العقلاء كالملائكة وعيسى وعزير ومناقشة لهم في عقائدهم.

[المعنى:]

قل لهؤلاء المشركين الذين يعبدون من دون الله شركاء، وزعموا أنهم آلهة من دونه قل لهم: ادعو الذين زعمتم أنهم من دون الله شركاء فهل يجيبونكم؟ إنهم لا يستجيبون فهم لا يملكون كشف الضر عنكم، ولا تحويله من مكان إلى مكان، بل لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، أولئك الذين عبدتموهم من دون الله كعزير والمسيح يدعون ربهم يبتغون الوسيلة إليه والقربى منه بالطاعة، ويخصونه بالعبادات وهم أقرب إلى الله وأولى به لأنهم عباده الأطهار المخلصون من ملائكة وأنبياء وهم يرجون رحمته، ويخافون عذابه، إن عذاب ربك كان محذورا، إذ هو حقيق بأن يحذره العباد من الملائكة والأنبياء وغيرهم فكيف أنتم؟! ثم بين- سبحانه وتعالى- مآل الدنيا وأهلها فقال: وما من قرية كانت من قرى الكفار إلا نحن مهلكوها بالموت أو معذبوها عذابا شديدا يستأصلهم، وهذا الحكم عام ثابت، كان ذلك في الكتاب مسطورا.

كان أهل مكة سألوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يجعل لهم الصفا ذهبا، وأن ينحى عنهم جبال مكة فأتاه جبريل فقال. إن شئت كان ما سأله قومك. ولكنهم إن لم يؤمنوا لم يمهلوا، وإن شئت استأنيت بهم فأنزل الله هذه الآية وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ.

وما منعنا من إرسال الآيات واستجابة طلباتهم التي سألوها إلا تكذيب الأولين فإننا إن أرسلناها وكذب بها هؤلاء عوجلوا، ولم يمهلوا كما هو سنة الله- سبحانه- مع

<<  <  ج: ص:  >  >>