للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحسب طبعه وميله النفسي عنه قتل «١» الخراصون الذين ينكرون البعث عن ظن وحدس لا عن رأى وعقيدة وهؤلاء هم الكذابون الذين هم في جهل يغمرهم كالماء الكثير وهم ساهون ولا هون عن الخير الذي ينفعهم.

يسألون سؤال استهزاء قائلين: أيان يحصل يوم الجزاء؟ والجواب: يقع يوم الدين يوم هم على النار يحرقون، أى: يوم الجزاء هو يوم تعذيب الكفار، ويقال لهم عند ذلك:

ذوقوا فتنتكم، أى: عذابكم المعد لكم جزاء على كفركم ويقال لهم كذلك: هذا العذاب هو الذي كنتم به تستعجلون وتسألون عنه استهزاء وكفرا به.

من هم المتقون وما جزاؤهم؟ [سورة الذاريات (٥١) : الآيات ١٥ الى ٢٣]

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٥) آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ (١٦) كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ (١٧) وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (١٨) وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (١٩)

وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (٢٠) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (٢١) وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (٢٢) فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (٢٣)

[المفردات:]

يَهْجَعُونَ الهجوع: النوم، وقيده بعضهم بالنوم ليلا، وقال آخرون: إنه النوم القليل. وَبِالْأَسْحارِ: جمع سحر، وهو الجزء الأخير من الليل، أى: قبيل


(١) - حقيقة القتل معروفة، والمراد هنا بالقتل: الدعاء عليهم باللعن لأن الملعون يشبه المقتول في الهلاك، وعلى ذلك ففي (قتل) استعارة تبعية.

<<  <  ج: ص:  >  >>