للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

يَصِدُّونَ: صدّ يصدّ بمعنى: يضج ويضحك جَدَلًا أى: لأجل الجدل والمراء خَصِمُونَ: شديد والخصومة لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ أى نزوله علامة للساعة.

فَلا تَمْتَرُنَّ بِها: لا تشكّنّ فيها. بِالْحِكْمَةِ أى: أصول الدين عامة.

بَغْتَةً أى: تبغتهم بغتة وتأتيهم فجأة.

لقد عدد القرآن الكريم في هذه السورة مفترياتهم ورد عليهم ردودا أفحمتهم، وتتخلص هذه الأباطيل في: (١) أنهم جعلوا لله من عباده جزءا (٢) جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا (٣) قولهم: لو شاء الرحمن ما عبدنا الأصنام (٤) قولهم: لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم (٥) هذه الآية التي نحن الآن معها تفيد أنه لما ضرب ابن مريم مثلا أخذ القوم يضجون ويصوتون فرحا واستبشارا، تلك هي المفتريات الخمس التي ذكرت في هذه السورة ودار الكلام فيها حول هذه الموضوعات.

روى أن عبد الله بن الزبعرى قال للنبي صلّى الله عليه وسلّم: أنت قلت: إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم، قال النبي: نعم، قال ابن الزبعرى: أليست اليهود تعبد عزيرا، والنصارى تعبد عيسى، وبنو مليح يعبدون الملائكة؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «بل هم يعبدون الشّيطان» ونزل قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ [سورة الأنبياء آية ١٠١] ونزل قوله تعالى: وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ.

[المعنى:]

ولما ضرب ابن الزبعرى عيسى ابن مريم مثلا، وحاجك بعبادة النصارى له حيث قال: أليست النصارى تعبد المسيح وأنت يا محمد تقول: إنه كان نبيا وعبدا من عباد

<<  <  ج: ص:  >  >>