الصَّلاةِ في اللغة: الدعاء، وهي من الملائكة الاستغفار، ومن الله الرحمة.
بِالصَّبْرِ الصبر: حبس النفس على ما تكره. لَنَبْلُوَنَّكُمْ: لنمتحننكم، أى:
نصيبنكم إصابة من يختبر أحوالكم. نقص الْأَنْفُسِ: موتها. نقص الثَّمَراتِ: قلّتها، وقيل موت الأولاد.
[المعنى:]
علم الله ما سيلاقيه المؤمنون في دعوتهم من الشدائد وما يصادفهم في أمور دينهم من أقوال السفهاء وافتراء أهل الكتاب كما حصل في تحويل القبلة وغيره وسيؤدي هذا إلى القتال حتما، ولا دواء لكل هذا إلا استعانة بالصبر والصلاة وتربية النفوس على تحمل المكروه في سبيل الله، ولقاء الكبير المتعال في كل صباح ومساء، أما الاستعانة بالصلاة فلا تحتاج إلى تعليل وبيان لأنها أم العبادات، وفيها لقاء المؤمن بربه لقاء يقوى روحه ويشد من أزره، ويضاعف من قوته، ومن هنا كان النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا حزبه- اشتد به- أمر همّ إلى الصلاة، وهي عند المؤمنين في المحل الأعلى:
«جعلت قرّة عيني في الصّلاة»
وأما الاستعانة بالصبر فلأن الله- سبحانه- أكد بأنه يكون مع الصابرين، وناهيك بمعيته- سبحانه- إذ المراد منها الولاية والنصرة وإجابة الدعوة وكفاهم فخرا أنهم متبعون في هذا.
يا أيها الذين آمنوا: استعينوا بالصبر، وثقوا تماما بأن عاقبته خير إذ غايته الاستشهاد في سبيل الله، وما هم أولاء الشهداء؟ ليسوا كغيرهم أمواتا بل هم أحياء في قبورهم حياة ويرزقون رزقا على كيفية الله أعلم بها، فنحن لا نشعر بذلك لأنها حياة لا تدرك بالمشاعر ولكنها حياة حدثنا عنها الدين فيجب أن نؤمن بها.
وليصيبنكم أيها المؤمنون بشيء قليل من الخوف والجوع والنقص في الأموال بضياعها، وفي الأنفس بموتها، وفي الثمرات بقلتها أو بموت الأولاد، اختبر الله بهذا لتهدأ قلوب المؤمنين وتسكن، مستسلمين إلى الله راضين بقضائه وقدره إذا ما أصابهم شيء من ذلك في الدنيا محتسبين الأجر عند الله قائلين: إنا ملك لله وإنا إليه راجعون.
البشرى والنجاح لهذا الصنف من الناس فإنهم الصابرون. وإنما يوفى الصابرون