يا أيها المؤمنون قاتلوا الكفار الذين يدنون منكم، وتتصل بلادهم ببلادكم فإن القتال شرع في الإسلام لتأمين حرية الدعوة إليه، وتأمين سلامة دولته مع الحرية في الدين، وأنه لا إكراه فيه أبدا، وجبران المسلمين من الروم والفرس والقبائل العربية الخاضعة لهم كثيرا ما كانت تغير على أطراف الدولة الإسلامية، وتؤلب القبائل ضد الدعوة المحمدية، ولا تنسى ما فعله اليهود في خيبر وغيرها، والدعوة الإسلامية أساسها الدعوة إلى الأقرب فالأقرب، لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها. وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ فهي وإن كانت دعوة عامة، وأرسل النبي إلى الناس كافة وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أى: لأنذر العرب به ومن يبلغه القرآن في كل زمان ومكان إلا أن النبي صلّى الله عليه وسلّم سار هو وأصحابه من بعده على دعوة الأقرب فالأقرب وقتال الأقرب فالأقرب، ولهذا حكم سياسية واقتصادية وحربية يعرفها أصحاب الحروب والدعوات.
يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار، وليجدوا فيكم غلظة وشدة ويقابلوا فيكم قوما أولى بأس وعزيمة حتى تنخلع قلوبهم. وتضطرب نفوسهم فترجع إلى هدى القرآن تتفهمه.
واعلموا أن الله مع المتقين يعينهم معونة نصر ومساعدة، والمتقون الله هم المؤمنون