البخار الذي يخرج من البحار، ويرتفع إلى أعلى منساقا بعضه إلى بعض، ثم يؤلف الله بين أجزائه ويجمعها حتى يتكون منها سحاب عال مرتفع في طبقات الجو الباردة، وهذا معنى قوله: ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً.
فترى الودق أى المطر أو البرق يخرج من خلال السحاب. وهذه السحب المتجمعة في السماء تشبه الجبل، وتراها وقد أنزل منها المطر والبرد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء بحكمته وقدرته.
يكاد سنا برق السحاب يذهب الأبصار لقوته وإن منظر السحاب في تراكمه ثم نزوله مطرا أو ثلجا أو بردا مما يوقظ النفوس الغافلة وينبهها إلى الأدلة الحسية التي تثبت وجود القادر المهيمن على العالم، وإن ظهور البرق الخاطف والرعد القاصف وسط السحاب المملوء ماء لدليل على قدرة الله- جل شأنه- وتصريفه الكامل للسموات والأرض.
يقلب الله الليل والنهار، فيتعاقب كل منهما على الآخر، ويأكل كل منهما من أخيه بزيادة أو نقص، وتنقلب الأحوال فيهما من حر وبرد وغيرهما كل هذا يحصل أمام الناس ويشاهدونه، فهل من مدكر؟!! إن في ذلك كله لعبرة وعظة لأولى الأبصار، فهي أدلة مجموعة يكفى لإدراكها البصر فقط، وليست من الأمور العويصة التي تحتاج إلى فكر ونظر وبصيرة.
وجود الضلال رغم الآيات الناطقة [سورة النور (٢٤) : الآيات ٤٥ الى ٥٠]