للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكيف يكون هذا القرآن افتراء على الله؟ ومن عادة الحق- تبارك وتعالى- أنه يمحو الباطل ويزيله، ويحق الحق بكلماته ويؤيده إنه عليم بذات الصدور، ولا تيأس أيها الإنسان من عمل عملته، واعلم أن الله- جل شأنه- قد كتب على نفسه الرحمة، وأنه يقبل التوبة متجاوزا عن معصية عباده الذين يتوبون إليه، ويرجعون عن عملهم عازمين على عدم العودة نادمين على أفعالهم رادين حقوق العباد لأصحابها، وهو الذي يعفو عن السيئات، ويتجاوز عن الخطيئات لمن يشاء من عباده، ولا غرابة فهو يعلم ما تفعلون.

ويستجيب الله لدعاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات إذا دعوه منيبين إليه، ويزيدهم من فضله الواسع ورزقه العميم، والاستجابة تكون في الدنيا أو الآخرة، وأما الكافرون الذين كفروا بالله وبنعمه فلهم عذاب شديد ما داموا متمسكين بباطلهم، وهذا وعد للتائبين ووعيد للكافرين المصرين.

من مظاهر حكمته وقدرته [سورة الشورى (٤٢) : الآيات ٢٧ الى ٣٦]

وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (٢٧) وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (٢٨) وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ (٢٩) وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ (٣٠) وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٣١)

وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (٣٢) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣٣) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (٣٤) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٣٥) فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٣٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>