فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، فلما سمعت البشرى قالت: يا ويلتى ويا عجبي!! أألد وأنا عجوز عقيم؟! وهذا بعلى وزوجي شيخا كبيرا مسنا. إن هذا لشيء عجيب!! قالت الملائكة لها: أتعجبين من أمر الله وقضائه الذي لا يعجزه شيء إذا أراد شيئا قال له كن فيكون.
رحمة الله الواسعة وبركاته الكثيرة عليكم يا معشر بيت النبوة، وأهل بيت إبراهيم الخليل تتصل وتتابع إلى يوم القيامة، وهذا يدعو بلا شك إلى عدم العجب أنه- جل جلاله- حميد يستحق غايات المجد والثناء، ممجد في الأرض وفي السماء.
فلما ذهب عن إبراهيم الروع والخوف من الملائكة، وعلم أنهم ملائكة العذاب أتوا لقوم لوط، وقد جاءوا له بالبشرى، أخذ يجادل الملائكة، وهم رسل الله في قوم لوط- إن إبراهيم لحليم فلا يحب أن يعاجل بالعقوبة، كثير التأوه والتألم من عذاب الناس منيب إلى الله وراجع إليه- فأجابته الملائكة: يا إبراهيم أعرض عن جدالك واسكت، إنه قد جاء أمر ربك بتنفيذ العذاب على هؤلاء، وأنهم آتيهم عذاب لا يعلمه إلا هو غير مردود أبدا.
قصة لوط مع قومه وكيف نجا المؤمنون وهلك الكافرون [سورة هود (١١) : الآيات ٧٧ الى ٨٣]