بعد أن ذكر الله- سبحانه وتعالى- الأدلة على نبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم واعتراضهم على ذلك ومناقشتهم حتى أفحموا، وبخهم الله على ذلك وعلى كفرهم فقال قُلْ لهم يا محمد: يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ التي دلتكم على صدق محمد صلّى الله عليه وسلّم؟ وعلى أى أساس تسيرون؟ قل: هاتوا برهانكم إن كان عندكم برهان، وإذا لم يكن عندكم دليل ولا برهان فاعلموا أن الله شهيد عليكم وسيجازيكم على ما تعملون.
قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بمحمد؟ قاصدين بصدكم أن تكون سبيل الله معوجة في نظر من يؤمن لكم ويصدق كلامكم، فأنتم تطلبون لدين الله اعوجاجا وميلا عن القصد- وهي أقوم طريقا وأهدى سبيلا- بتغييركم صفة محمد وكذبكم على الله والحال أنكم تشهدون بصدقه في أعماق نفوسكم، وأنتم الشهود العدول عند قومكم الذين يستأمرونكم ويهتدون بهديكم، ولكن قاتل الله الحسد الكامن والداء الباطن الذي تغلغل في نفوس زعماء وعلماء اليهود والنصارى، وما الله بغافل عن خباياكم وسيجازيكم عليها.
توجيهات وعظات [سورة آل عمران (٣) : الآيات ١٠٠ الى ١٠٩]