للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسلية للنبي صلّى الله عليه وسلّم [سورة الأنعام (٦) : الآيات ١٠ الى ١١]

وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١٠) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١١)

[المفردات:]

اسْتُهْزِئَ الاستهزاء: السخرية والاستخفاف والاحتقار، ويتبع ذلك غالبا الضحك. فَحاقَ: أحاط بهم فلم يكن لهم منه مخرج.

[المعنى:]

يخبر الله- سبحانه وتعالى- نبيه الكريم بصيغة القسم، أن الكفار قد استهزءوا قديما برسل كثير عددهم، عظيم شأنهم، رسل من قبلك، فليس استهزاؤهم بك بدعا، بل أنت مسبوق في ذلك، فلا تحزن عليهم، ولا تك في ضيق مما يفعلون، فهذا شأن الكفار قديما وحديثا.

واعلم أنه قد أحاط بهم فلم يكن لهم منه مخرج، وليس لهم مفر ولن يفلتوا من عاقبة فعلهم أبدا.

فالآية إرشاد للنبي صلّى الله عليه وسلّم ببيان سنة الله في الخلق وأن العاقبة للمتقين، وأن العذاب والخزي للكافرين والمستهزئين إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ. [سورة الحجر آية ٩٥] .

وإن ارتاب المشركون في ذلك فقل لهم: سيروا في الأرض، وتنقلوا فيها لتقفوا بأنفسكم على تاريخ من سبقكم من عاد وثمود وطسم وجديس وقوم فرعون وإخوان لوط (فما راء كمن سمعا) سيروا في الأرض ثم انظروا واعتبروا، كيف كان عاقبة المكذبين؟؟

<<  <  ج: ص:  >  >>