للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المفردات:]

ظَهِيراً معينا. فَتُفَجِّرَ تجريها بقوة. يَنْبُوعاً الينبوع العين التي لا تنضب. كِسَفاً جمع كسفة وهي القطعة من الشيء. قَبِيلًا معاينة ومقابلة. مِنْ زُخْرُفٍ من زينة والمراد من ذهب.

[المعنى:]

لقد أوتينا من العلم قليلا، ولو شاء ربك لذهب بهذا القليل فعدنا إلى ظلام الجهل، وحماقة الجاهلية فمصدر العلم في كل ناحية هو القرآن الذي أوحى إليك، ولئن شاء ربك لأذهبه، ومحاه من الصدور والمصاحف، فلم يترك له أثرا، وبقيت كما كنت من قبل لا تدرى ما الكتاب ولا الإيمان.

ثم لا تجد لك بعد الذهاب به من يتوكل علينا باسترداده وإعادته محفوظا إلا برحمة ربك فيرده عليك، فرحمة ربك مصدر الخير كله، وهذا امتنان من الله ببقاء القرآن محفوظا بعد المنة العظيمة في تنزيله، إن فضله كان عليك كبيرا.

ومن الحقائق المعروفة أن العلوم التي نشأت عند المسلمين، والحضارة العلمية في الشرق كله من نبع القرآن وفيضه، فعلوم اللغة والشريعة وأصول الفقه وعلوم القرآن نشأت للمحافظة على القرآن الكريم، وكان لهذا أثر عميق في الاتجاه العلمي العام.

هذا القرآن وهو المعجزة، والحجة الدائمة التي تحدى بها الله العرب كلها فعجزوا على الإتيان بمثله، وهم أهل فصاحة وبلاغة، والنبي واحد منهم وهو أمى لم يقرأ ولم يكتب، وفيهم الشعراء والخطباء، وقادة البلاغة والبيان فحيث عجزوا فغيرهم من باب أولى، تحداهم به بأسلوب لاذع، مع الحكم عليهم بالعجز والقصور ولو اجتمع الإنس والجن، وتعاون الكل وبذلوا النفس والنفيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>