للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هذه هي الدنيا [سورة الزمر (٣٩) : آية ٢١]]

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (٢١)

[المفردات:]

فَسَلَكَهُ: أدخله يَنابِيعَ: جمع ينبوع، وهو عين الماء يَهِيجُ:

ييبس، وقيل: يشتد حُطاماً: فتاتا مكسرا، من تحطم العود: إذا تفتت.

[المعنى:]

وهذه هي الدنيا الفانية متاعها زائل، وهي عرض حائل، الملتحف بها لا يدفأ، والمعتمد عليها معتمد على أوهى من بيت العنكبوت، إنما مثلها كماء أنزله الله من السماء فسلكه ينابيع من الأرض وأرسل منه عيونا متفجرة أخرج بها زرعا مختلف الأشكال والألوان والأنواع، ثم يهيج وييبس فتراه مصفرا ذابلا، ثم يكون حطاما مكسرا وعصفا مأكولا، إن في ذلك لذكرى، ولكن لأولى الألباب.

نعم، إن العاقل الذي ينظر إلى تلك المظاهر التي يمر بها النبات يعرف أن عمر الحيوان كذلك مهما طال، وأنه وإن طال عمره فلا بد له من الانتهاء كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [سورة القصص آية ٨٨] وهكذا الدنيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>